امانى مول
عدد المساهمات : 30 تاريخ التسجيل : 25/06/2009
| موضوع: الليبـــــرالية وتعـــــريف تحـــــركاتها فـــــي المجتمـــــع الأحد أكتوبر 31, 2010 3:36 am | |
|
كثيرا ما نسمع كلمة "الليبراليين" في وسائل الإعلام, ويضن البعض عند سماعهم لمثل هذه الكلمة أنهم مجموعة من المعتوهين الخارجين عن الدين التيار الليبرالي ما هو إلا تيار مقابل لتيار السلفي و البعض يصفه باأنه تيار إصلاحي لمطالبته في إعادة النظر في بعض القضايا التي قد تكون شبه محسومة وسائلنا الإعلامية مُعبئة بمثل هؤلاء الليبراليين كما هي معبأة بالسلفيين, ولا تكاد وسائل الإعلام تهدأ لا من مقال مكتوب ولا من إذاعةٍ مسموعة ولا من قناةٍ مرئية حيث نرى في الإعلام الردود والمقالات المتطايرة التي يرمي بها هذا التيار على ذاك وذاك على هذا حتى يصل البعض منهم لحد الإغتضاب ورمي التُهم و الشتائم, هناك من يُمول مثل هذه الأمور ويستفيد منها سياسيا لإشغال الرأي العام أحيانا بل لا أنكر أن الأمر كله محكوك سياسيا إن لم أكن جازماً, فالسياسة تُحرك الأمور كما تُحرك القطع في لعبة "الشطرنج" ! ولن نتكلم عن الجانب السياسي بكثر ما يهمنا تعريف هذا التيار الإصلاحي "كما يحب أن يسميه البعض" في المجتمع, وما هو أهدافه وتوجهاته...
التيار الليبرالي به مُثقفين من أطياف مختلفة وذا ثقافات دينية مُتنوعة ولكن لو تطرقنا لتلك الفئة التي تعيش هنا لتعريف الليبراليين فيه فلن نجد تعريفاً موحداً لمثل هؤلاء المنتمين لهذا التيار, فكلمة ليبرالي ما هي إلا كلمة إنجليزية "Liberal" بمعنى "الحرية" وتفسير الحرية عند هؤلاء مختلف, هناك من يصل في تفسيرها لتجاوز الدين (بغض النظر عن الديانة) وهناك من لا يتجاوز الدين في المطالبة بها فمثلما نرى في التيار السلفي اختلاف أطيافه فيه من هو متشدد لحد تجاوز الدين في تشدده ومنه من هو مُتبع للوسطية في الأمور ولكن تبقى هناك دائرة من المسلمات يؤمنون هم بها كذالك الحال بالنسبة لليبراليين, فالليبراليون في السعودية يتفقون على الحرية ولكن يختلفون في تفسير آليات هذه الحرية وهؤلاء بمطالباتهم للحرية قد يصل بهم البعض لتطرف كما هو الحال عند السلفية ! كثير هي المُسلمات التي يُؤمنون بها الليبراليون منها حرية الإعتقاد, حرية التعبير, حرية الضمير,,, ولكن يختلفون في "الآليات المُحركة" لهذه الحريات, فبعضهم يرى في آلية تحريكها دينيا وبعضهم يرى في تُحريكها علمانياً
لاننكر أن لدور الليبرالي دور كبير في الانفتاح الذي كان يعيش فيه المجتمع لسنوات طويلة, فقد ساهم الفكر المتشدد في تعطيل وتحريم أمور كثيرة ساهمة في تأخر الدولة عن الدول الأخرى فالمجتمع مر بعصور أشبه ما تكون بالعصور السوداء التي عاشها الأوربيون في القرون الوسطى حيث كان الجهل مُعمما وكانت الدولة ثيوقراطية وحد السيف لمن خالف شرعا من تشريعاتها, ولهذا إلى حد الآن ومع ظهور الإنفتاحات وتوسع العلم والمدارك إلى أن الخوف والهاجس الذي ظل لعصور مستمرة لازم الكثير ومن هذه الأمور التي عانت في ظهورها وإن وجدت بصيص نور في بعض المناطق وتشكل بعض الحريات وهي حرية المعتقد, وأقصد بهذا الحرية المذهبية التي لاقت الكثير من العوائق والصعوبات لتُكشف ولو بشيء بسيط عنها
فقد راحت أرواح وسُجن الكثير حتى أن بعضهم سُمي بـ"المساجين المنسيون" !
كذالك حرية التعبير, فلم تكن وسائل الإعلام يوما من الأيام بهذا النوع من الحرية في إعطاء حق الانتقاد بل وصلنا لحد السماح حتى بانتقاد كبار المسئولين في الدولة ! وإن كان هذا عجبا لدينا في فرحنا بهكذا تقدم, فهو أمر اعتيادي عند الدول الأخرى ولكن تقدمنا وإن كان بطيئا يعتبر خطوة للإمام
كذالك بعض الحريات والحقوق التي طُرحت للمرأة, فبالسابق كان هناك ضغط كبير على المرأة بحيث مُنع حقها في مزاولة التعليم والعمل ولكن مع الوقت بدأت تُعطى حقوق أكمل وأوسع للمرأة وبهذا الإنفتاحات التي وصل لها المجتمع ساهم في ذالك الإغتضاب الذي نجده عند بعض السلفيين في وسائل الإعلام في الخوف من أن يصل هذا الانفتاح ليخسر هؤلاء مكانتهم يوما من الأيام ولا يُعد لهم صدى كبير
وخصوصا عندما يتناول الإعلام بعض من فتاويهم الغريبة الأطوار !
ولهذا نجد أن بعضهم يُحاول أن يتصيد بعض أخطاء المحتسبين على الليبرالية لإضعافهم في المجتمع
من الأمور التي أيضا يطالب فيها بعض الليبراليين التدخل فيها هي الأمور الشرعية, وهذا ما زاد الأمور تفاقما, فنجد أن بعضهم توسع في دائرته وأصبح يرى بأن لا يكون الدين حكرا في تفسيره لهؤلاء المتشددون وانه يجب أن يُعاد تفسيره لإعطاء أدوار تسامحيه أكثر بما يُواكب العصر والتقدم فنجد أن بعض الإعلاميين الليبراليين يركزون على مسائل من قبيل الاختلاط, قيادة المرأة لسيارة, إغفال المحلات عند الصلاة,,,الخ
ويبقى هذا الصراح في ظهور تيارين نقيضين تيار انفتاحي وتيار متشدد, كلٍ يحاول أن يُثبت نفسه
| |
|