Admin Admin
عدد المساهمات : 371 تاريخ التسجيل : 23/06/2009
| موضوع: (ثورة 25 يناير فى مصر 2011) الأربعاء فبراير 16, 2011 6:19 am | |
| كلما شعرت إسرائيل بانتهاء حقبة ما من صراعها مع البيئة العربية المجاورة، انفتح عليها باب حقبة جديدة أكثر هولا وخطورة. في المخطط العام، كان الصهاينة يعتقدون أن تخلصهم من مصر سيطلق يدهم في الوضع العربي عامة وأوضاع جيرانهم خاصة. لهذا ركزوا، بمعونة حاسمة جدا من أمريكا، شريكهم في الإستراتيجية العامة المعادية للعرب، على مصر، التي قالوا إنها تشكل سبعين بالمائة من القوة العربية، وأن غيابها سيبدل معطيات الصراع التاريخي الدائر في المنطقة من أساسها. ونجحوا بالفعل في فصلها طيلة عقود ثلاثة ونصف عن بقية العرب.كما وضعوها في مسائل مهمة ضدهم، حتى نشأ اقتناع عربي ومصري/ شعبي قوي بأن التقاطعات التاريخية بين مصالح مصر والمصالح العربية تشهد تحولات جذرية في طبيعتها ذاتها، وآمن قطاع واسع من الرأي العام العربي والمصري، الذي راقب عن كثب تصرفات حكومة مبارك في مسألتي مياه النيل/ العلاقة مع السودان والحرب ضد غزة، أن نخبة الحكم المصري تخلت حتى عن مصالح مصر ذاتها، بما في ذلك الحيوية منها كمياه النيل، التي لا حياة لمصر بدونها، بمعنى الكلمة الحرفي. هذا كله كان له معنى واحد هو تحول صارخ عن دور أي دور وطني للنظام، وأنه اسقط أدواره جميعها، وفي مقدمها دوره الاجتماعي والفرص الديمقراطية: الأول عبر تجاهل مشكلات الشعب الحقيقية كالبطالة والجوع، والثاني من خلال تجديد رئاسة مبارك لمرة سادسة، مع أنه أعلن عام 1981 أن كل من يرشح نفسه أكثر من دورتين رئاسيتين يكون خائنا لمصر، ثم عبر لعبة التوريث التي بدت خطيرة إلى درجة داهمة، تحول الدولة إلى ملكية وراثية، أو ما صار يسمي بتعبير ساخر ‘ جملكية ‘( جمهورية / ملكية )، يريد حكمها حتى بعد موته!.هذا الرهان الإسرائيلي على إخراج مصر من العالم العربي، ثم على تطويقها ومحاصرتها وإرباكها وإضعافها، بدأ يفشل، أو صار مهددا بالفشل على أقل تقدير، بسبب الانتفاضة الشعبية الهائلة ضد النظام، واحتمال انتقال مصر إلى وضع جديد مغاير تماما لوضعها الراهن، يرجح أن يعيدها إلى دورها التاريخي، الذي بدأ مع حكام مصر الفراعنة، الذين كانوا يرسلون جيوشهم أو يخرجون على رأسها حتى إلى شمال سورية وفي أعماق منطقة الأناضول، بمجرد أن يدخل غاز إلى المنطقة، لاعتقادهم أن أمن مصر يبدأ من هنا، وصولا إلى نظام جمال عبد الناصر، الذي رفع دور مصر القومي والإقليمي إلى ذروته، ليس فقط بتحقيق وحدة سياسية أقامت دولة موحدة بين مصر وسورية عام 1958، بل كذلك بالاندفاع إلى صد الخطر الإسرائيلي عن سورية عام 1967، وما سبق ذلك وتلاه من معارك هائلة في المجال العربي، طواها السادات مقابل انضوائه في إطار سياسي علائقي مختلف: أمريكي/إسرائيلي، من المؤكد أنه لن يبقى على ما كان عليه بعد أيامنا، نتيجة الغليان الشعبي الذي يعصف بمصر ويرجح أن ينتقل إلى بلدان عربية أخرى، بينها بلد عقد ‘سلاما’ مع إسرائيل سيكون من الصعب جدا عليه مواصلة سياسته الراهنة تجاه إسرائيل، هو الأردن. لن تستطيع مصر، حتى إن أمكن إنقاذ نظامها الحالي، الاستمرار في قبول تهميشها قوميا ووطنيا. ولن يكون بوسع أي طرف يحكمها متابعة السياسات العربية نفسها والمواقف ذاتها، التي اعتمدها نظامها في مسألة حياة وموت كمسألة مياه النيل وجنوب السودان، فضلا عن مواقفه تجاه الشؤون العربية المختلفة : من العراق، إلى الخليج فاليمن وشمال أفريقيا العربي إلى أفريقيا جنوب الصحراء، فضلا عن الشؤون الدولية، ومواقفه من أوضاع مصر الداخلية، التي اتسمت في زمن مبارك بصفات جعلتها تبدو غريبة عن وطنها وشعبها والعرب، كثيرا ما قارنها المصريون مع سياسات الاحتلال البريطاني في مطالع القرن الماضي، التي اتصفت بقدر كبير من الشدة، وقامت على الإيقاع بين المصريين وإثارة الفتن في صفوفهم، و’على حكم من يحكمون مصر’، حسب قول مندوب بريطانيا السامي اللورد كرومويل، في رد على سؤال حول أسلوبه في السيطرة على بلاد النيل. المزيدوقائع الجمر الإلكتروني في الاحتجاج الشبابي المصري.. القاهرة – أمينة خيريفبراير 16th, 2011 كتبها د. خالد سعد النجار نشر في , ثورة 25 يناير المصرية 2011, ربما سُميت «انتفاضة الانترنت» أو «فورة الفايسبوك». وقد يقرأ عنها أحفادنا في كتب التاريخ باعتبارها الزلزال الذي بدأ على الشبكة الإلكترونية العنكبوتية، ثم ساهمت هزّاته العاتية في رسم ملامح مصر الجديدة. وقد تخصّص هذه الكتب فصولاً بأكملها عن دور الشبكة العنكبوتية في تغيير مصائر الأمم، مع تخصيص جداول مطوّلة ورسوم بيانية مفصّلة عن نسبة الشباب من مجموع التعداد الكلي لمصر في عام 2011 وهي النسبة التي أعطت الدفع الأساسي للتغيير.كشفت مصر الفتية العنكبوتية عن وجهها. فلسنوات طويلة، ظل شباب مصر الذي لا تقل نسبته عن 34 في المئة من مجـوع السكان، يئنّ تحت وطأة قلة المشاركة والإقصاء والإبعاد والتهميش، إضافة إلى (وهذا هو الأسوأ والأخطر) طحنه باستمرار تحت ثقل جهود كُرّست للتقليل من شأنه، والعمل على إفقاده ثقته بنفسه وبقدراته.الخيوط الإلكترونية تسابق زفت الشوارعالأرجح أن كلمتي «القهر» و «الانترنت» متناقضتان كلياً. هذا ما تنطق به وقائع الجمر الإلكتروني في حركة الاحتجاج الضخمة في مصر. والأرجح أن أولي الأمر لم يلحظوا هذا التناقض، ليس قبل أن تتحرك أقدام الشباب فوق زفت الشوارع. على رغم أنها ليست إلا خيوطاً عنكبوتية ضعيفة القوام يسهل تفكيكها وتقطيعها، إلا أن لديها القدرة على أن تكون بؤرة صداع للحكومات عموماً، مهما كان عنفوانها، ومهما كانت قبضتها الأمنية قوية وضاغطة وخانقة.في البداية، تسببت الإنترنت بنوع من الصدمة الثقافية في مصر. والحق أن فضاء الإنترنت وثقافته ومجتمعه الافتراضي تطرح معطيات مختلفة تماماً عن تلك التي ظلت سائدة في مصر على مدى سنوات طويلة تتجاوز عمر أجيال الشباب، وهم سكان «دولة» الإنترنت الافتراضية. إذ لا تعترف ثقافة الإنترنت بالتطفل، ولا بالحشرية، ولا بعدم الإقدام المملوء بالخوف من «كلام الناس»، كما لا تحض على توخي الحذر تحسباً لمراقبة الأمن وأجهزته. إنه فضاء مختلف تماماً. وسبق الشباب المصري مجتمعه في فهم هذه الثقافة وهضمها والامتلاء منها. وساد الفكر الليبرالي أوساطه. وأضحى ليبرالياً بغض النظر عن انتماءاته السياسية أو الدينية، بمعنى أن هناك شباناً من حركة «الإخوان المسلمين» والأحزاب الأخرى (إضافة إلى غير المنتمين لأي حزب)، انتهزوا هذه الفرصة الذهبية لينطلقوا في عالم الإنترنت المنزوع الحدود.لم يتعامل الحسّ الأمني المسيطر على النظام في مصر، مع الفضاء الإلكتروني بطريقة مناسبة. فقد أصر على التعامل معه من منطلق أن رجل الشرطة المصري «يفهمها وهي طايرة»، حتى لو لم يكن هناك شيء طائر أصلاً ليفهمه! ثم أطبق قبضته الحديد بطريقة مروعة، ليجهض محاولات شابة للتنفّس عبر الشبكة العنكبوتية، منذ بداية تلك المحاولات قبل نحو ستة أعوام، تحديداً منذ استفتاء تعديل المادة 76 من الدستور المصري، ومن بعده انتخابات الرئاسة لعام 2005.وبعد كثير من عمليات الكرّ والفرّ التي لعبها الأمن من جهة وشباب الإنترنت المصري من جهة أخرى، اعتقد البعض أن الجميع قد فهم ثقافة الإنترنت وهضم قواعد لعبتها.وجاءت ثورة 25 كانون الثاني (يناير) 2011، لتتوج جولات الكرّ والفرّ كلها، ولتقلب موازين اللعبة في جولة يُعتَقد أنها الأخيرة. لم يعد الأمن محتكراً دور القط «جيري» دائماً، وإن احتفظ لنفسه بالقوة العضلية. إذ أعطت الإنترنت قوّتها، إفتراضياً ثم فعلياً، إلى الفأر الصغير «توم» الذي أبدع ضروباً من الهروب الذكي، وتفنن في المناورة، إلى أن اعتلى عرش هذه اللعبة!الدولة تصارع الإنترنتنشطت صفحات الـ «فايسبوك»، في الأسابيع القليلة الماضية، في تناقل الدعوة إلى «يوم الغضب». وتزامن هذا الحدث مع «عيد الشرطة» الذي تقرر أن يكون عطلة رسمية في البلاد منذ العام الماضي. واستطراداً، فإن هذا العيد يشير بوضوح إلى حجم التقدير الذي يكنه النظام لجهاز الأمن، على الدور الذي يلعبه للإبقاء على النظام على قيد الحياة، بغض النظر عن الثمن!وبفضل عشرات المواقع والمُدوّنات والبريد الإلكتروني، خصوصاً الصفحات الشخصية فيالمزيدمصر في عهد الطاغية مبارك/ د. إبراهيم حمّاميفبراير 16th, 2011 كتبها د. خالد سعد النجار نشر في , ثورة 25 يناير المصرية 2011, ما يثير الغثيان في ظل الثورة الشعبية المصرية العظيمة هو تباكي البعض على انجازات مبارك المزعومة، انجازات ليس أقلها كم هائل من الفساد والمحسوبية وتحويل مصر لإقطاعية كبيرة، وانجازات لصالح "إسرائيل" كما وصفها المجرم بلير بالأمس، لكن يعجز هؤلاء جميعاً عن تعداد تلك الانجازات التي لا أساس لها.يوم سقط طاغية تونس خرجت صحيفة أخبار اليوم تحت عنوان "وتعلو مصر" لتتحدث أن مصر تعيش أفضل فترات الرخاء في عهد مبارك!!اليوم ونحن نشاهد هذا الشعب المصري العظيم بكل فئاته وقواه يقف في وجه فرعون العصر الحديث وطغمته، اليوم ونحن نعيش مرحلة إسقاط هذا الطاغوت، يحق لنا أن نذَكر أذناب النظام من المتباكين عليها عرباً وعجماً بانجازاته العظيمة.فاسمحوا لي أن أنشر بعض الإحصائيات عن أحوال مصر في عهد الطاغية مبارك، ولندع الأرقام والمصادر تتحدث عن نفسها ودون تسلسل زمني أو ترتيب ، تماماً كحال الفوضى التي عصفت بمصر في ظل النظام الحالي، والتي يثور عليها الشعب البطل لتصحيحها وتصويبها وإزالة آثارها – مع ملاحظة أن انحراف مبارك وزبانيته لا يشين شعب مصر العظيم، بل هو عار مقيم لهذه الطغمة التي يلفظها شعب مصر اليوم إلى مزابل التاريخ.اللواء أبو بكر الجندي رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء يقول في برنامج تلفزيوني إن نسبة البطالة فى مصر بلغت 51% من حملة المؤهلات العليا – 12/07/2008·إحصاءات مصرية تشير إلى أن تزايد نسبة البطالة بشكل كبير بين الشباب المصري، والتي تتراوح بين مليونين وستة ملايين شاب، بنسبة تقترب من 20 في المائة من العمالة المصرية، وتدفع بشبان مصر للانتحار والجريمة – العربية 16/05/2004·أوضح تقرير التنمية البشرية في العالم لعام2003م - والذي يصدر عن برنامج الأمم المتحدة الإغاثي تراجع مصر في ترتيبها العام بين الدول فيما يتعلق بهذا المؤشر من "115" منذ عام مضى إلى "120" في هذا العام، وذلك من أصل "151" دولة، كما أن مصر تقع في الثلث الأخير من مجموعة الدول متوسطة التنمية البشرية - تتعدد مؤشرات التنمية الاقتصادية، إلاَّ أن مؤشر التنمية البشرية أكثرها شيوعًا، حيث يتضمن ذلك المؤشر ثلاثة متغيرات, وهي: متوسط الدخل الفردي على أساس القوة الشرائية، ومتوسط توقّع الحياة عند الولادة على أساس أوضاع الصحة والغذاء، ومستوى التعليم على أساس درجة انتشار المعرفة والمهارات·قيمة الدين العام المحلي في نهاية سبتمبر 2007 بلغت 651 مليار جنيه وبنسبة الرقم إلى الناتج المحلي الإجمالي تكون نسبة الدين 76.9% ·أظهرت مؤشرات الأداء الاقتصادي خلال العام المالي 2008 - 2009 تأثر أبرز قطاعات الاقتصاد المصري بشكل كبير، إذ سجلت عائدات قناة السويس انخفاضا بنسبة 7.2%، مقابل نسبة نمو بلغت 16%، حققتها خلال العام المالي 2007-2008.·تراجع معدل النمو في قطاع السياحة للعام 2009 ليحقق نسبة 3.1%، مقابل 21%، حققها في العام المالي السابق عليه، كما انخفضت خلال العام المالي 2008-2009 تحويلات العاملين المصريين بالخارج بما يقرب من مليار دولار.·أظهر تقرير حديث لوزارة المالية عن أداء الموازنة العامة خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام المالي الحالي (2009) ارتفاع العجز الكلي في الموازنة العامة بنحو 1.2 نقطة مئوية لتصل نسبته إلى 3.4% من الناتج المحلي الإجمالي.·كشفت دراسة خطيرة بمركز معلومات دعم واتخا المزيدلعبة الإعلام المصري لإجهاض الثورةفبراير 16th, 2011 كتبها د. خالد سعد النجار نشر في , ثورة 25 يناير المصرية 2011, الجزيرة نت: يشعر المتابع للإعلام المحلي في مصر بكثير من العجب عندما يطالع الصحف الحكومية أو يشاهد ما يجري بثه من برامج ومواد إخبارية على شاشات القنوات الحكومية والخاصة بالتزامن مع الثورة الشعبية التي اندلعت منذ 25 يناير/كانون الثاني الجاري متركزة في ميدان التحرير الواقع في قلب القاهرة والعديد من المدن الكبرى خصوصا الإسكندرية والسويس.في بادئ الأمر، أجمعت وسائل الإعلام هذه -إلا القليل منها- على انتقاد المحتجين بل والسخرية من حركتهم واتهامهم بإثارة القلاقل والشغب رغم الطابع السلمي الواضح لحركتهم، لكن الأمر سرعان ما تغير ولكن ليس بوتيرة واحدة، حيث يمكنك أن تلمس في وسائل الإعلام الحكومية تغيرات شبه يومية ترتبط بالموقف ومدى تقدم الثورة أو قدرة النظام على التقاط الأنفاس.بعد أيام من اندلاع الشرارة وبعدما ظهرت قوة الثورة وإصرار الشباب القائمين عليها، غيّر التلفزيون المصري كثيرا من لهجته إزاءها، وبدأ يظهر تفهما لها، لكن ما إن هجم "البلطجية" على المتظاهرين حتى عاد ليتحدث عن الثوار كأنهم بعض المارقين ليس إلا.لكن ما حدث صبّ في النهاية في قوة وصمود الثوار، فتغير الإعلام الحكومي مجددا وبدأ التلفزيون يستضيف عددا من الشباب الثائر في برامجه الشهيرة بدعوى منحهم الفرصة للتعبير عن مطالبهم والاستماع لآرائهم.لكن الأمر بدا في حقيقته مختلفا عن ظاهره، فكل هذه البرامج تقريبا تبدأ بالإشادة بالثورة التي أشعلها الشباب بل وتقر بأنها جاءت نتيجة طبيعية لانتشار الظلم والفساد والتزوير، ثم سرعان ما يتحول مقدمو البرامج بوضوح إلى محاولة الدفاع عن الرئيس حسني مبارك وإلصاق المسؤولية عن هذه الأوضاع السائدة بالحكومات المتعاقبة أو بعض المسؤولين أو أي أحد باستثناء الرئيس.وعندما يجادل الشباب المستضافون في هذه البرامج ويقدمون حجتهم بشكل يبدو منطقيا ومقنعا، يسعى مقدم البرنامج لاتخاذ منحى آخر، فيقر بشرعية مطالبهم، لكنه يضي المزيدحرب الكلمات في ثورة الغضب.. أبيجال هاوسلوهنرفبراير 15th, 2011 كتبها د. خالد سعد النجار نشر في , ثورة 25 يناير المصرية 2011, مرَّت الأيام الماضية بهدوء في ميدان التحرير بعد موقعة الجمال والخيول التي شهدها المتظاهرون الأسبوع الماضي, إلا أن المدافعين عن الميدان كانوا على أهُبَّة الاستعداد في حال عودة أعدائهم من اللصوص المحترفين التابعين للنظام الحاكم في مصر, فتكدَّست أكوام الحجارة، وتَمَّ ترتيبها في صفوف طويلة متقنة وأنيقة، بدت أدوات الرجال الذين يسيطرون على خط الدفاع الأخير أمام الحواجز المعدنيَّة وطوق دبابات الجيش تشبه إلى حدٍّ كبير الفلسطينيين, وفور أن ينفخ أحد الشباب المضمدة يده من الجراح في الصافرة, يأخذ الرجال مواقعهم محاذاة بصفوف الحجارة المكدَّسة— استعدادًا لهجوم محتمل من جانب المسلَّحين الموالين لنظام الرئيس حسني مبارك. هذا هو الخط الأمامي على أطراف ميدان التحرير, حيث تجري معارك بالعصي والحجارة بين المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية وإسقاط مبارك والموالين له بصورة متقطعة, أما المعركة الواسعة التي تدور رحاها لكسب القلوب والعقول فتتواجد بالخارج, فمنذ وقوع الاحتجاجات والمواجهات في 25 يناير, يتهم جميع الأطراف, من المسئولين الحكوميين والموالين وحتى المتظاهرين, الآخر باستخدام حيل استراتيجيَّة خادعة للفوز بالساحة, وبالفعل بعد انتهاء التراشق بالحجارة واستخدام العصي بدأت حرب الكلمات والألفاظ. في مقدمة هذه الكلمات أتت "الأب", الكلمة التي أثارت غيظ وحنق المتظاهرين لأن مبارك صوَّر نفسه دومًا بأنه والد للشعب, بيد أن المتظاهرين ألقوا عليه باللوم لانعدام الأمن المفاجئ الذي حلَّ بالعاصمة في مساء يوم الجمعة معتبرينه بمثابة تحذير من الأب الذي يزيل حمايته, حيث يقول محمود عواد المرشد السياحي في المتحف المصري: "كان ذلك الاختبار الأول، إنها طريقة مبارك لتهديد الشعب المصري, أنه لا يمكنكم حماية أنفسكم وأنتم بحاجة لمبارك أبيكم, إلا أن المصريين أصبحوا أكثر غضبًا", مضيفًا: "أولا, يخاطبنا على أنه أب لنا, ثم نذهب إلى النوم ليلا فيقوم بالهجوم علينا", هذا المعنى الأبوي, الذي طالما استخدمه الرئيس بشكلٍ عاطفي أثار غضب المتظاهرين, فقد أصبح مبارك الأب عدوًا مخادعًا, أو "كاذبًا" كما يقول البعض في ميدان التحرير. وفي الوقت ذاته, زجَّ بكلمة "إسرائيل" على نحوٍ متزايد, حيث يرى المحتجون أن المزيدليس أمام الرئيس حسني مبارك سوى الفرار إلى تل أبيب .. د. عبد الله الأنباريفبراير 15th, 2011 كتبها د. خالد سعد النجار نشر في , ثورة 25 يناير المصرية 2011, إنَّ نهاية الطواغيت، كما عودنا التاريخ السياسي للأوطان والشعوب الفاعلة، هي نهايات فاضحة وليست عادية، بل وتحمل بين طياتها مجريات دراماتيكية أو سوريالية، ومبارك واحد من أولئك الطواغيت، فقد باع كل القيم السياسية التي عليها شعبه المصري منذ ثلاثين عاماً، وحوله إلى شعب هزيل منهك، تحت سياط التبعية والفقر والتعب، من أجل الحفاظ على مقررات كامب ديفيد، التي كبلت العرب والشعب الفلسطيني وعروبة مصر بسجن العبودية والذل .الرئيس حسني مبارك نموذج للديكتاتورية الجنرالية الفاسدة، التي ينبغي عليها أن تضمحل وتذوب في الحضيض النهائي للغياب، كنتيجة مهمة للأحداث الحاصلة التي عاشتها الأمة العربية بتسهيل احتلال العراق وضياعه، وإلحاق الهامشية بالقرار الدولي لمصر العروبة والتاريخ والنضال .إنَّ نهاية الطاغوت حسني مبارك تأتي لضمان التواصل مع حتميات استعادة بناء الدولة السياسية الديمقراطية ـ الجديدة العادلة، خاصة أن هذا الرئيس، تكرشت أجندة رئاسته بالفعل الطغموي لتشكيلة الدولة العائلية، وقيادة النفعيين من السماسرة واللصوص والتجار المرتبطين بسلسلة طويلة من حلقات الفساد، تبدأ من السيدة سوزان وابنها جمال وتنتهي بالتابعين الصغار من باعة الإكسسوارات والصيرفة والمضاربة بالعملة الصعبة، ولا مجال البتة لأي إصلاح للنموذج الطغموي السياسي، الذي صنعه مبارك في الحياة المصرية والعربية، مهما توالتالمزيدتدمير قسم شرطة أول طنطا في الثورةفبراير 14th, 2011 كتبها د. خالد سعد النجار نشر في , ثورة 25 يناير المصرية 2011, أقنعة الحملان.. مبارك يورث مصر لأوباما …. أحمد السنوسيفبراير 14th, 2011 كتبها د. خالد سعد النجار نشر في , ثورة 25 يناير المصرية 2011, يدرس الممثلون في المسرح، وحتى المبتدئون منهم، أن عليهم ألا يخطئوا في طريقة خروجهم من الخشبة بعد أداء الدور الموكول إليهم. ويعرف المقامرون المدمنون أن عليهم مغادرة طاولة القمار في الوقت المناسب للحد من حجم الخسائر.لكن المستبدين والديكتاتوريين ممثلون فاشلون بالضرورة، ومقامرون يصرون على البقاء لكونهم لا يقامرون بأموالهم الخاصة بل بأموال الأمة.المستبدون العرب مقامرون مارسوا الغش، بدءاً من تزوير إرادة الشعب ومصادرة أصواته وخلط الأوراق في الداخل، ومبايعة المهيمنين المتنفذين في الخارج وخدموا أجندات مشبوهة، واشتغلوا سماسرة حرب باسم السلام، كما في الحالتين التونسية والمصرية، حيث روج الديكتاتور المخلوع زين العابدين بن علي لأسطورة مفادها أنه الحصن الحصين ضد ‘الخطر الإسلامي’، والجدار الواقي لأوروبا وأمريكا ضد ما سمته مخابرات الغرب بـ’الصحوة’، وعملت على تحويلها إلى ‘غفوة’ مستديمة لشعوب رسم لها أن تظل خارج اليقظة الديمقراطية التي نعمت بها شعوب أمريكا اللاتينية وأوروبا الشرقية.وفي الحالة المصرية بلغت المضاربة في أسهم بورصة ‘السلام’ أوجها وذروتها، حين تفرغ الرئيس الطيار لمصر العروبة، للعمل بالوكالة والنيابة لمحاربة بوادر الانتفاضات العربية في فلسطين ولبنان والعراق، ضمانا لأمن إسرائيل، وحصل بالمقابل على تفويض بإطلاق يده في أعناق شعبه، والتنكيل بالمعارضة وتزوير الانتخابات وتحويل جمهورية مصر إلى ملكية تنتمي إلى القرون الوسطى، لها وريث للعرش بايعته الطبقات الانتهازية المافيوزية المستفيدة من الفساد الاقتصادي والسياسي، وتصاهرت معه لضمان استمرارية نظام الاستبداد والقهر ولاحتقار. الديكتاتوريون مقامرون مدمنون طالبهم الشعب بالرحيل الفوري، فالتمسوا أياما وشهورا أخرى لمزيد من التربع على صدور المظلومين، واستمر صمود الشعب، وانفجرت براكين ثورته في وجه الديكتاتور وجماعته الفاسدة. وهو ما أصاب ‘الحلفاء’ قبل ‘الأعداء’ الذين دخلوا على الخط لضم صوتهم إلى صوت ميدان التحرير، حتى لا تنفلت الثورة المصرية من عقالها وتصيبهم برذاذها وشظاياها، إلى درجة كدنا فيها أن نتصورالمزيدثورة مدينة طنطافبراير 14th, 2011 كتبها د. خالد سعد النجار نشر في , ثورة 25 يناير المصرية 2011, إسرائيل اليوم ليس ما كانته قبل أسابيع .. سهيل كيوانفبراير 14th, 2011 كتبها د. خالد سعد النجار نشر في , ثورة 25 يناير المصرية 2011, لم نسمع صوت ليبرمان منذ انطلاقة ثورة مصر، كأن هناك من ضاق ذرعا بتصريحاته التي تذكّر المستمعين الكرام في كل مرة بتهديده لمصر مبارك بإلقاء قنبلة نووية على السد العالي، وتهديد الأردن بجعله وطناً بديلاً للفلسطينيين، وتبشيره عرب 48 بنية ترحيلهم عندما تسنح الفرصة، وطبعاً تهديد سورية وإيران وغزة وتركيا وبعض دول أمريكا اللاتينية وبهدلة بعض دبلوماسيي أوروبا، وكل من لا يعترف بحق إسرائيل بأن تتصرف كما يحلو لها تهمته جاهزة.كأن هناك من قال لليبرمان…أعرنا سكوتك حتى نرى ما يحدث في مصر…ألا ترى الخازوق الهائل الذي يطل برأسه فجأة من هناك!لقد اطمأن حكام إسرائيل إلى أن الحكام العرب لا يتزحزحون عن الحكم إلا بالضربة القاضية سكتة أو رصاصة (هذا قبل ضربة الفيسبوك..كما يقول أخوتنا المصريون)، فإذا قضى أحدهم نحبه ورثه من هو أكثر قمعاً لصوت وطاقات وقدرات شعبه ونهباً لخيرات بلده، لم ينتبهوا لثورة الاتصالات وإطلالة العربي رغم محاولات الحجب على ما يدور حوله في العالم من حريات ورخاء لدى شعوب ليست أعرق منه ولا أغنى أرضاً من أرضه، لم ينتبهوا إلى عامل الزمن وتحوّل’الفيس بوك’إلى أكبر تنظيم ثوري في المنطقة العربية بعد قمع أو تدجين قيادات الأحزاب الثورية سواء بالرشوات أو بالسجن والقتل! تجاهلوا تماما أن هناك شعوباً عربية وأن التربة الغالبة في هذه المنطقة هي الرمال المتحركة، لم يفهموا أن تحمل الإنسان العربي وصبره على التعب والجوع والحرمان والمصائب هي أمور في صلب ثقافته حتى خدعهم نزار قباني وظنوا بالفعل أن العرب ماتوا ولكن لم تعلن وفاتهم بتوصية من السي آي إيه!لم يكن ليبرمان موجودا أيام حرب الاستنزاف، كان طفلا في مدرسة ابتدائية في مولدافيا، لم يسمع بمعركة (راس العش) بعد الهزيمة مباشرة، ولم يعرف من هو عبد المنعم رياض الذي أطلق اسمه على واحد من أكبر ميادين القاهرة، لم يسمع بمدرسة بحر البقر ولا مصانع أبو زعبل، ولا بالشيخ حافظ سلامة ولم يترنم دمه على أغنية يا بيوت السويس.ليبرمان وصل إلى فلسطين عام 1978، ولا يستطيع أن يستوعب هو وشركاؤه حتى لو شرحت لهم ساعات لماذا يخفق قلب مراهق عربي في قرية في الجليل وتنهمر دموعه لأغنية شادية ‘يا حبيبتي يا مصر‘..!كانت حكومة إسرائيل الحالية وحتى التغييرات الأخيرة التي طرأت عليها مقتنعة أن كل المؤشرات في المنطقة باتت في خدمة أفكارها الجهنمية ومخططاتها الأكثر تطرفاً وظلامية، فالجسد العربي مات وبالإمكان تقطيعه وتشريحه حتى دون أن يبدي أمارات ألم!خططوا وفكّروا كما لو كانت الأنظمة مخلّدة، وبما أن كبير العرب ورئيس مخابراته (في الجيبة) فإن حجة المفاوض الفلسطيني للتراجع والتنازلات جاهزة، فإذا سُئل يوم فضح وثائقه لماذا تنازلت وبعت بأرخص الأثمان قال..إسألوا أخانا إنه أكبرنا ويعرف أكثر منا!لهذا راح قادة إسرائيل يزاودون على بعضهم البعض بالتطرف والمراجل وطرح الحلول الأكثر إذلالا وأذى للفلسطينيين والعرب، وكما قال أخوتنا المصريون ‘نتنياهو طلع له مخالب واحنا يا ناس حكامنا أرانب‘.فصار ذوو المخالب يطرحون أسئلة واستطلاعات رأي على الجمهور الإسرائيلي من طراز…هل توافق أم تعترض على ترحيل عرب ‘أرض إسرائيل’ إلى ما وراء الحدود؟كأن الحديث يدور عن أبقار سائبة أو أقفاص دجاج يتشاورون في كيفية | |
|