بقلم لطفي زغلول
أحشدْ ما شِئتَ من الحشدِ
راهنْ ما شِئتَ ..
افعلْ ما شِئتَ ..
فَكلُّ خياراتِكَ عبثاً
ليستْ تُجدي
أُقتلْ أُقتلْ
لوّنْ تاريخَكَ نَاراً
إرهاباً .. قَتلا
لا تردعْكَ امرأةٌ ثَكلى
لا ترحمْ شَيخاً أو طِفلا
أَغرقْ هذي الأرضَ المحزونةَ بِالحقدِ
إهدمْ بيتي حَجراً حَجرا
لا تبقِ على أرضي شَجرا
مهما استكبرتَ ..
وجنَّ جنونُكَ ..
لستُ أهونُ .. ولستُ أساومُ ..
لستُ أمدُّ يديَّ ..
إليكَ لأستجدي
أنا في تاريخي ما استجديتُ ..
وأقسمُ أن لن أستَجدي
وأنا ما زلتُ هُنا وحدي
أتحدّى أمنَ حُدودِكَ ..
حشدَ جُنودِكَ ..
مَدَّ حشودِكَ ..
حينَ أغيرُ عليكَ ..
فانَّكَ تَعرفُ ما ردّي
أنا حينَ يقارِعُني الجلاَّدُ ..
سأثأرُ منهُ على جَلدي
لن أقعدَ مكتوفَ الأيدي
لو وقفتْ كُلُّ الدُّنيا
قاطبةً ضِدّي
أنا بَحرٌ مدّي إصرارٌ
فاحذرْ مدّي
أنا من هذا الصخرِ الصَّلدِ
أنا من رحمِ الأرضِ ..
المخفورةِ في القَيدِ
تغفو في اللَّيلِ على عَهدي
تَصحو ورؤى الوطنِ المَصلوبِ ..
على عَهدي
وأنا حدّي من غضبِ النَّارِ ..
جحيمٌ يَصلى فيهِ ..
من حاولَ أن يَدنو من حَدّي
هذا وَطني
اللهُ تَجلّى فيهِ ..
وقدّرَ أقداري
هذا زَمني..
لوّنتُ خُطاهُ بإصراري
سَطَّرتُ على صفحاتِ رُؤاهُ
رحلةَ عشقي بِالنّارِ
هذي داري
هذا مفتاحُ الدّارِ .. هُناكَ ..
أبي ورّثني إيَّاهُ
وأبي قد ورَّثهُ جَدّي
هذا وَطني
محفورٌ في صَدري نَاراً
خفقةَ إصرارٍ وتَحدِّ
وطني وَعدي
ولقد أقسمتُ بريّا نَفحاتِ ثَراهُ
أن لا أُخلفَ يَوماً وعدي
هذا وَطني
ذرّاتُ ثَراهُ ..
روّاها دمُ أجدادي
إن لم أرجعْهُ لأولادي
ولأحفادي
فلتحتَرِقِ الدُّنيا بَعدي